أزمة الكورونا العالمية الحالية، ومن ناحية أخري لا يبدو أنه هناك قدر كاف من الاهتمام بصحة الجهاز التنفسي عند الشباب و اصحاب اللياقة البدنية. و مع ذلك، من المهم للرياضيين والرياضيين ذوي الإعاقة و الأطباء المشرفين عليهم إتباع إرشادات محددة لضمان سلامتهم.
يلعب النشاط البدني المنتظم دورا هاما في جميع أوجه حياتنا حيث يساعد علي تنشيط الجهاز المناعي ومن ثم يقلل من إحتمالية الإصابة بالأمراض المعدية، لكن لا يضمن مستوي اللياقة عدم الاصابه بفيروس الكورونا. لقد أصيب الرياضيون المحترفون المشتركون في التنافس الرياضي بالفيروس والبعض منهم تدهورت حالتهم ،كما أنه من المحتمل أيضا أن آخرون من الرياضيون أصيبوا بالفيروس بدون أن يشعروا بأي أعراض و لم يدركوا أبدا أنهم يحملون الفيروس.
الراحة هي أفضل شئ قبل العودة للعب.
بما أن فيروس الكورونا الشهيرهو حدث جديد، فنحن نجهل آثاره علي الجسم سواء علي المدي القصير أو الطويل،و يتسائل العديد من المحترفين الرياضين فيما إذا كان يمكن للرياضي العودة إلي التدريب إذا شفي من الفيروس أو بعد أن ثبت فحص الفيروس له أنه إيجابي، أو بعد الإشتباه في إصابتهم بالفيروس.
شارك الدكتور جيمس هال، إستشاري الجهاز التنفسي في مستشفي رويال برومبتون، في تأليف مقالة حديثة في مجلة اللانست و يحث علي توخي الحذر فيعلق قائلا” قد يشعر الآن العديد من هؤلاء الرياضيين أنهم جاهزون لإستئناف التدريب المكثف ولكن معايير العودة للعب المعتاد إتباعها مع الرياضيين المرضي لا تنطبق علي شخص أصيب بفيروس الكورونا.”
تاريخيا، إعتمد أطباء الطب الرياضي علي ما يسمي “بفحص الرقبة” لتحديد ما إذا كان يمكن لرياضي قد عاني من مرض بالجهاز التنفسي العودة للتدريب و متي يمكنه فعل ذلك. بإستخدام هذا القياس، إذا كانت أعراض الرياضي محصورة في الجهاز التنفسي العلوي أو بمنطقة الرقبة، مثل مشاكل الجيوب الأنفية أو إحتقان الأنف فسيتم السماح له بالعودة للتدريب واللعب ولكن فيروس الكورونا يدعوا للقلق لأن الأعراض قد تكون خفيفة مع بعض الأشخاص ثم تدهور حالتهم سريعا.
يعلق الدكتورهال قائلا: ” لقد رأينا بعض الأشخاص يشعرون بأعراض خفيفة في البداية و وتبدو انها تبدأ في التحسن ثم تتدهور حالتهم بشدة بعد سبع أيام من بداية الأعراض. بسبب هذا التغير المفاجئ في طبيعة الإصابة بالفيروس من المهم أن لا يستأنف الرياضيون بسرعة التدريبات العنيفة عند الشعوربتحسن الأعراض و بالأخص في السبع أيام الأولي.”
بدلا من ذلك، يوصي بالرياضيين -اللذين ثبتت إصابتهم بفيروس الكورونا أواشتبهوا في أنهم قد يكونون إيجابيين- الإلتزام بالراحة وبدون اداء، لمدة عشر أيام علي الأقل من بداية الأعراض. ثم بإفتراض ان مرضهم إستمربأعراض خفيفة، يجب أن يستمروا في الراحة لمدة اسبوع آخر وحتي بعد زوال الأعراض. و بعدها يجب عودتهم بإستراتيجية تدريجية للعب.
العودة إلي التدريب بعد الإصابة بالفيروس
يُنصح الرياضيون و المهتمون بممارسة الرياضة اللذين ثبت بالفحص إصابتهم بالفيروس وكانت أعراضهم خفيفة او كانوا بدون أعراض، أو هؤلاء القلقين من إحتمال إصابتهم بالفيروس بدون إختبار، البقاء بالمنزل والراحة لمدة اسبوعين علي الأقل من تاريخ بداية الأعراض أو من تاريخ الفحص الإيجابي.
بعد اسبوعين علي الأقل من الراحة في المنزل و بإفتراض تحسن الاعراض، يُنصح بالعودة الي ممارسة التمارين مع الإنتباه للأعراض. كما يعاني العديد من الرياضيين من مشاكل بالجهاز التنفسي أو الربو لذا من المهم الإشراف عليهم جيدا و إجراء الإختبارات التشخيصية قبل العودة الي ممارسة الرياضة.
يقول الدكتورهال:” قد تعاني من سعال خفيف أوضيق خفيف بالتنفس عند عودتك الآن للرياضة، لكن يجب أن تقل الأعراض يوما بيوم، فإن لم يحدث هذا أوإذا شعرت بصفير جديد بالصدر أو بضيق نفس جديد، إذهب إلي طبيبك ليفحص صدرك،” أو رتب إستشارة هاتفية.
إذا شعر ذاك الرياضي بأعراض تحت مستوي الرقبة مثل ألم بالصدر،أو صعوبة بالتنفس، أو صار معه حرارة أو بلغم، يتم التوصية بعدم مواصلة التمارين.
لقد ظهرفي بعض حالات الإصابة بالكورونا خلل غيرمعتاد بالقلب، حتي بين الرياضيين الأقوياء. ولكن بما أن هذا فيروس جديد، فإن الخبراء لا يعرفون كيفية إستجابة كل شخص له.
يشرح الدكتور هال،” نحن نعلم من البيانات التي تم نشرها أن هذه العدوي قد تحفز جدا علي حدوث تجلطات. وقد أصيب عدد كبيرمن المرضي التي كانت أعراضهم خفيفة تطورت الحالة بجلطة بالرئة، و لذلك من المهم جدا أن ينتبه أطباء الرياضيين لإمكانية حدوث جلطة بالرئة للرياضي العائد للتدريب.”
علي الأرجح سيحتاج أي شخص رياضي تم حجزه بالمستشفي أو كان طريح الفراش عمل فحص شامل للرئة و القلب و التأكد من سلامته قبل منحه ترخيص للعودة للتدريب.
أما بالنسبة للأشخاص اللذين يمارسون الرياضة من وقت الي آخر كهواية ولم تثبت إصابتهم بالفيروس أو لم يشعروا بالمرض أثناء هذا الوباء، فالأنشطة التالية مثل المشي أو الركض أو ركوب الدراجة أو أي أنشطة أخري هي مرغوبة وآمنة. بالطبع يساهم النشاط البدني بشكل إيجابي في صحة الافراد طالما إلتزموا بالتباعد الإجتماعي و تغطية الوجه.